نور الدين: زيارة دي ميستورا لتندوف أكدت وفاة الجبهة الانفصالية

أفاد أحمد نور الدين، الخبير في ملف الصحراء والباحث في القضايا الدولية، أن زيارة ستيفان دي ميستورا، المبعوث الأممي لملف الصحراء، إلى منطقة تندوف الأسبوع الماضي، وما تخلل برنامج هذه الزيارة من فقرات وحيثيات، أكدت أن الجبهة الانفصالية باتت في حكم الأموات.
وأوضح نور الدين في حديث لـ pjd.ma أن الجبهة أعطت الشهادة على أنها فعلا وصلت إلى الوفاة، ذلك أنها بعد أن اتهمت الأمم المتحدة بمحاباة المغرب وأعلنت رفض استقبال المبعوث الأممي وقرارات مجلس الأمن، ها هي اليوم تستقبله بعد أن وجدت يديها صفرا من كل ما يمكن أن تضغط به على المغرب أو على المنتظم الدولي، مما يؤكد أن بياناتها بخصوص رفض الزيارة وغيرها إنما هي للاستهلاك الداخلي.
وشدد المتحدث ذاته أن حديثها عن العودة إلى الحرب مع المغرب ووقف إطلاق النار هو كلام إعلامي فقط، منبها إلى أن الجبهة الانفصالية ليس بمقدورها الدخول في نزاع مسلح مع المغرب إلا في حالة واحدة، وهي أن تكون تحت مظلة الجيش الجزائري، أي أنها ستكون حربا شاملة بين البلدين، وليس بين المغرب والجبهة الانفصالية.

جريمة واضحة..
وانتقد نور الدين بشدة حضور دي ميستورا لاستعراض قام به عناصر من البوليساريو بزي عسكري، بمشاركة أطفال، منبها إلى أن المبعوث الأممي ما كان يصح منه أن يحضر مثل هذا الاستعراض، لتنافيه مع طبيعة مهامه الدبلوماسية والسياسية، فضلا أنه كان عليه أيضا التعبير عن رفض مشاركة الأطفال في هذا الاستعراض، نظرا لمخالفة هذا الأمر للقوانين الأممية المعنية بحقوق الإنسان وحقوق الطفل.
من جانب آخر، أشار الخبير في ملف الصحراء إلى أن برنامج الزيارة الذي نشرته الجبهة خصصت له حوالي 12 فقرة، منها فقرة يتيمة للحديث عن المفاوضات، في حين أن الباقي يدخل في إطار الإنهاك الجسدي لدي ميستورا، ومنها ما سمي بزيارة متحف غنائم الحرب.
المغرب في موقف قوة..
ونظرا لإعلان الجبهة الانفصالية تَحللها من اتفاق وقف إطلاق النار في وقت سابق، أكد نور الدين أن هذا الإعلان جعل المغرب في موقع قوة، وله الحق الكامل في رفض هذه المفاوضات وغيرها، جراء تحلل وتملص الجبهة من الاتفاق، تَحلُلٌ يلغي العملية التفاوضية التي بدأت سنة 1993، مما يعني أن الرجوع إليها يستوجب وضع إطار جديد بشروط جديدة للمفاوضات.
ونبه نور الدين إلى أنه في ظل متغيرات كبيرة وقعت في الفترة الماضية، ومنها عودة أزيد من 12 ألف شخص من ساكنة المخيم، فضلا عن عدد كبير من قيادات الجبهة إلى المغرب، وتَغير الوضع الجيواستراتيجي، وتَغير الوضع العربي والإقليمي وغيرها، كلها أمور تجعل من المغرب في موقع يتيح له فرض شروط جديدة لبدء المفاوضات واستئناف العملية السياسية برمتها، لأن العمل الدبلوماسي منزه عن العبث.
ومن الشروط التي يمكن للمغرب فرضها، وفق المتحدث ذاته، عودة اللاجئين والأطفال الذين تستخدمهم الجبهة كذريعة وكرهائن، وشرط نزع سلاح الجبهة، وتسليمه لجهة محايدة أو أممية بالتشاور، خاصة وأن مليشيات البوليساريو لا تمتلك مجرد بنادق، بل لها دبابات وراجمات صواريخ وغيرها، فضلا عن شروط أخرى.
وخلص نور الدين إلى تجديد التأكيد على الحاجة إلى اتفاق أممي جديد يؤطر التفاوض، ليس على مغربية الصحراء بل لإيحاد حل لهذا النزاع الإقليمي، ضمانا للسلم الإقليمي والدولي، وإلا، يقول المتحدث ذاته، فإن المغرب ليس في وضع يَفرض عليه التفاوض مع الجبهة أو مع غيرها.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.