خيي: حوار أخنوش غير مقنع وغير متماسك.. والرجل لايملك خيالا سياسيا ولا رؤية لحل الإشكالات 

أكد محمد خيي الخمليشي، النائب البرلماني السابق وعضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، أن الخروج الإعلامي الأول لرئيس الحكومة عزيز أخنوش عبر القناتين الأولى والثانية، مساء الأربعاء 19 يناير 2020، أثبت أشياء كثيرة، وهي أن الرجل يجد صعوبة كبيرة في فرض اسمه كرئيس للحكومة، موضحا أن أخنوش انتظر كثيرا ليخرج في لقاء مرتب، فيه بصمة ومقنع، لكن الذي حدث هو العكس، حيث كان الفشل حليفه، وكان بعيدا عن الإقناع.
وأضاف خيي في حديث لـ pjd.ma أن الحوار أكد أن المتحدث تنقصه الكاريزما السياسية، وأنه عاجز عن مخاطبة المغاربة بلغتهم، بل تضمن أخطاء تواصلية عدة في المفردات، رغم أن الأسئلة كانت سهلة ومباشرة ومساعِدة، ورغم أن اللقاء كان مسجلا، مسترسلا: فضلا أن بنية خطابه غير متماسكة وغير مقنعة وغير جذابة، ولا تنتمي للبلاغة السياسية ولا للغة الكفاءات التي تم التبشير بها.
وشدد المتحدث ذاته أن مبرر الكفاءات الذي على أساسه تم الترويج لحزب “الأحرار” كبديل عن حزب العدالة والتنمية، أثبت أنه غير صحيح، فالذي تبين هو أن أخنوش يعاني ضعفا كبير في الاحاطة بالملفات والقدرة على تفكيكها، فضلا أنه لا يتوفر على خيال سياسي ولا يملك رؤية لحل الإشكالات القائمة، بل اكتفى بمضغ الكلام وتكرار المعروف منه.
وذكر خيي أن برنامج أوراش الذي يَفتخر به رئيس الحكومة هو مجرد غلاف منمق لأشياء مكررة، والقصد أنه تكرار لبرنامج الإنعاش الوطني، هذا البرنامج الذي له سمعة سيئة، ليتأكد أنه لا يملك أي رؤية حقيقة لإنقاذ المغاربة من البطالة، وأن كل الانتظارات التي وضعها البعض عليه على هذا المستوى ذهبت أدراج الرياح.
كل هذا يعطي فكرة عن المدى الذي يمكن أن يصلوا إليه، وعما في جعبتهم من حلول، ومن ذلك ما يتعلق باستدامة أزمة صناديق التقاعد، يقول خيي، مبرزا أن كلام أخنوش عن أزمة الصناديق أكد غياب رؤية لمعالجة الملف، إضافة إلى إشكال أخلاقي يرتبط بقوله إن الحكومات السابقة كانت تُرحل الملف، والحال أنه هو نفسه جزء من هذه الحكومات التي ينتقدها أو يُحملها المسؤولية، فضلا أنه في حكومة العدالة والتنمية تم القيام بما يُستطاع لأجل انقاذ هذه الصناديق، واصفا كلام أخنوش بأنه مؤشر عن غياب ثقافة الاعتراف، وأنه قفز على الواقع والحقائق، قفزاً أبان عن ضعف أخنوش وارتباكه.
من جانب آخر، قال خيي إن سقف الانتظارات من خرجة رئيس الحكومة لم تكن عالية، ولذلك كانت نسبة المتابعة ضعيفة، وأردف، لعل الانتباه واجب إلى أن قول أخنوش إن قلة تواصله هي بسبب تركيزه على الاشتغال، هو قول مردود عليه وغير منسجم مع معنى السياسة، ذلك أنه في كل التجارب الدولية تقوم السياسة على التدبير والتشريع والتواصل، ولا يمكن العمل دون إشراك المواطنين بما يتم العمل عليه والصعوبات القائمة والتفاعل مع المستجدات.
وبخصوص قول أخنوش إن الأغلبية اليوم مكونة من الأحزاب الثلاث الأولى احتراما لمخرجات صناديق الاقتراع، شدد خيي أن هذا الكلام يؤكد توظيفه للعملية الانتخابية والسياسية وعدم إيمانه بها، ذلك أن هذا الكلام لا ينسجم مع ما قام به من دور سلبي عقب انتخابات 2016، حيث عرقل بشتى الطرق تشكيل الحكومة، رغم أنه لم يكن لا من الثلاثة ولا من الأربعة الأوائل.
وأما قوله إن النتائج الانتخابية الأخيرة هي اختيارٌ صِرف لإرادة المواطنين، قال المسؤول الجماعي السابق، يبدو أن نتائج الانتخابات ما تزال بعيدة عن تفسيرها بأنها تصويت عقابي من المواطنين لحزب العدالة والتنمية، خاصة وأن الأحرار كانوا في الحكومة قبل العدالة والتنمية وبعدها، بل هم جزء أساسي من الحكومات المتعاقبة، فكيف يصح أن نقول إنه تصويت عقابي.. إضافة إلى أن حجم الأصوات التي حصل عليها الأحرار في الانتخابات الأخيرة يصعب على أي باحث أو متابع أن يصدق أنها نتاج ثقة الناخبين في حزب الحمامة وفي برنامجه ورئيسه، وما تكراره لإرادة الناخبين إلا تعبير عن اهتزاز ثقته في نتائج هذه الانتخابات حتى وإن أراد أن يقول عكس ذلك، يؤكد خيي.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.