“فرصة” و”المؤثرون”!!.. الحكومة في مرمى نيران الفيسبوكيين

انتقد عدد من الصحفيين والفاعلين السياسيين اختيار وزيرة السياحة والصناعة التقليدية، المنتمية لحزب التجمع الوطني للأحرار، لعدد من “المؤثرين” الافتراضيين، لإعلان إطلاق برنامج “فرصة”، مع تخصيص ميزانية بلغت 2.5 مليار سنتيم للإشهار والترويج لـ “الفرصة”.
وفي تفاعلها مع الحدث، الذي ترأسته المسؤولة الحكومة الثلاثاء 12 أبريل 2022، قالت الصحفية حنان بكور: “المؤثرون” نعمة نزلت من سماء الفراغ بردا وسلاما على وزراء حكومة الشركات الذين لا حاجة لهم في “فريع الراس” ولا نفَس لهم للرد على أسئلة ولا تعليقات ولا نقاش… هم وزراء كيوووت تكفيهم سمااااايل… وتشيييييز… وعاش الفولووورز!
من جانبه، اعتبر المدون عبد المنعم بيدوري، أن “المشكل هو وزيرة سقطت فجأة على الوزارة بدون خلفية حزبية ولا سياسية.. وأحزاب دون قواعد، عاجزة عن الدفاع والترويج لسياسات الحكومة.
وتابع، يمكن تفهم هذا التوجه في التواصل السياسي بعد تخريب أدوات الوساطة والتواصل التقليدية، لكن حتى هذا المسعى الذي تحفه العديد من المنزلقات لا وجود له بالمغرب، فأغلب “المؤثرين” بالكاد يتحدثون في الأمور السياسية وجمهورهم في الغالب قائم على الترفيه.
وشدد بيدوري على أن “عملية تأطير المواطنين بشكل عميق وبناء وعي سياسي جمعي من صلب عمل الاحزاب والصحافة والمجتمع المدني، استقالة هؤلاء من أدوراهم سينتج/أنتج أدوات بروبغندا صماء تعمل بالدفع الآني وتغير اتجاهاتها بشكل سريع”.
في الاتجاه نفسه، قال القيادي الشبيبي بحزب “المصباح” حسن حمورو: حكومة “افتراضية” يرأسها حزب “افتراضي”.. أفرزتها انتخابات أغلب أصواتها “افتراضية”… طبيعي أن تستنجد في كل مرة بـ”مواطنين” يهمين “الافتراضي” على حضورهم.. ومنهم من لا أثر له في الواقع.. كل هذا يعكس أزمة مشروعية حقيقية ستظل تلاحق حكومة 8 شتنبر إلى حين استبدال المعطيات الافتراضية التي صنعتها، بمعطيات حقيقية معلومة غير مخدومة، واقعية غير مصنوعة.. عندها ستكون هناك “فرصة” سانحة للحديث عن حكومة المواطنين وليس عن حكومة الشركات التي تبيع وتشتري كل شيء..!
أما القيادية النقابية حليمة الشويكة، فكتبت تعليقا على الخبر: “من الطبيعي أن تلجأ حكومة “المؤثرين” إلى البحث عن شرعيتها المفقودة عبر التمسح في لايكات افتراضية!”.
من جهته، كتب الصحفي بأسبوعية الأيام، محمد كريم بوخصاص: كنتُ من زمرة الصحافيين الذين قدر الله لهم ان يتعذبوا اليوم وهم يحضرون “ندوة” لوزيرة السياحة محزمة بثلاثة وزراء لإطلاق برنامج يفترض أن يكون حاسما لحكومة “فاشلة” بالاستعانة بجيش من “المؤثرين” و”المؤثرات”..
لكن اتضح أن الوزيرة نفسها وزملاؤها يحتاجون الى برنامج “فرصة” لإعادة تأهيلهم، ليس ليصبحوا وزراء في مملكة عريقة، فذلك خطأ لا يجب أن يتكرر، لكن ليصبحوا قادرين على أن يتحدثوا سياسة ويتملكون سياسة…
لقد انطلقت ندوة إطلاق “فرصة” بصيحات المؤثرين أشبه بتلك التي يطلقها تلاميذ آخر الصف حين يطلب أستاذ من زميلهم “كسول” أن يتقدم للسبورة. واختتمت برفض السيدة الوزيرة أن تتحدث للصحافة من غير الإعلام العمومي لأنها مشغولة بالتقاط الصور وتوزيع الابتسامات على ضيوفها الكبار؛ “المؤثرين” و”المؤثرات”..
وخلص للقول: حكومة أخنوش لا تريد الصحافة.. عظم الله أجركم… يبقى السؤال الرئيسي: كم يكلف هؤلاء المؤثرون الحكومة من أموال ليلتقطوا سيلفي مع الوزراء؟”.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.