الكنبوري: انتصار الإعلام الوطني لوجهة نظر واحدة أمر “مقلق” و”لا يبشر بخير”

إدريس الكنبوري

أصبح الإعلام في المغرب مملوكا لوجهة نظر وحيدة؛ فلا حوار ولا نقاش ولا تعددية في وجهات النظر وإنما هناك منطق “الحزب الوحيد”. هل هذا هو النموذج المغربي الذي نتطلع إليه جميعا؟ هل هذا هو تنزيل دستور 2011 الذي صفقنا له أجمعين؟ هل أصبح النقاش يخيف إلى هذا الحد؟ وهل أصبحت وجهة النظر المقابلة مزعجة إلى هذه الدرجة؟
لقد انتهى الإعلام في المغرب وحلت محله الأبواق. ماتت المهنية التي كنا نقدسها وسقط شعار “الخبر مقدس والتعليق حر” الذي وضعه السلطان محمد الخامس رحمه الله عندما أسس وكالة المغرب العربي للأنباء في نهاية الخمسينات من القرن الماضي.
نحن نتجه اليوم إلى الإعلام الشمولي؛ وفي الوقت الذي يكرس فيه الدستور التعددية على الصعيد الحزبي يختار الإعلام النزعة الشمولية التي تضرب في الصميم مبدأ التعددية والحرية. وللأسف يتفرج المسؤولون على هذا الواقع دون حراك؛ معتقدين أن هذا الأمر يخدم مصالحهم؛ لكن البلد الذي لا ينظر إلى المستقبل ويغلق على نفسه في الحاضر مثله مثل الذي يضحي بالغد من أجل نشوة عابرة في اللحظة الآنية.
إنه أمر مقلق أن ينتصر الإعلام لوجهة نظر واحدة؛ لأن هذا لا يبشر بخير. لكنه مضحك أيضا لأنه يدل على أن هناك تيارا جبانا يخاف على نفسه من وجهة النظر الأخرى ويخشى من الحرية؛ وهذه حقيقة يعرفها الجميع. لكن الغريب أن هؤلاء يتغنون بالحرية علنا ويتآمرون عليها سرا.
ليس هذا هو المغرب الذي يريد أهل المغرب.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.