ماء العينين: هناك إرادة لجعل البرلمان مؤسسة آلية بممارسة شكلانية

أكدت أمينة ماء العينين، عضو مجلس النواب السابق، وعضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، أن من التراجعات التي تشهدها بلادنا، هو هذا الخوف من صوت السياسة وصوت الأفكار والمرجعيات في أعمالنا، ولذلك، تردف المتحدثة ذاتها، كلما تقدم الزمن اتخذ العمل البرلماني بعدا شكلانيا وآليا.
واعتبرت ماء العينين في مداخلة لها خلال ندوة: “التجربة البرلمانية العاشرة، قراءات متقاطعة على ضوء تقارير المرصد الوطني لحقوق الناخب”، الأربعاء 19 ماي 2022 بالرباط، أن تحويل البرلمان إلى مؤسسة آلية يضر بالعملية الديمقراطية وبأداء المؤسسة نفسها.
وشددت على أن البرلمان مؤسسة تعكس منسوب الديمقراطية في البلاد، وأنه لا يمكن تقييم أدائها بمعزل عن السياق الديمقراطي العام، إذ كلما ارتفع منسوب الديمقراطية إلا وانعكس على البرلمان، والعكس صحيح، سواء من حيث التشريع أو النقاش.
“السياق السياسي لا يساعد كثيرا ليقوم البرلمان بأكثر مما قام به، في ظل نخبه وأحزابه”، تقول النائبة البرلمانية السابقة، مشيرة إلى وجود مساعٍ إرادية لشيطنة النقاش وإرادة التعبير التي يبديها بعض البرلمانيين.
وفي تقييمها للولاية التاسعة، أي التي قبل الماضية، قالت ماء العينين إن تلك الولاية كانت بأفق سياسي كبير ومرتفع، نظرا إلى أنها جاءت عقب حراك شعبي ودستور جديد، ولذلك، تردف المتحدثة ذاتها، شاهدنا بالبرلمان وجود نخب كانت تناقش بمنسوب أكبر، نخب حاملة لخطاب ديمقراطي وتدفع به.
من جهة أخرى، قالت ماء العينين بوجود إشكال حقيقي في تدبير الزمن التشريعي داخل البرلمان، كما انتقدت هدر الزمن التشريعي ما بعد التشريع، منبهة إلى أن البرلمان في كثير من المحطات التشريعية قام بمجهوده وضغط واختزل الزمن لكن لا أحد يتكلم عن عدد كبير من القوانين التي ما تزال غائبة رغم مصادقة البرلمان عليها.
وبعد أن ذكرت ماء العينين أن هناك إرادة للهجوم على مؤسسة البرلمان للتقليل من دورها وأدائها، محملة الأحزاب السياسية جزءا من مسؤولية ما يقع، سواء من خلال طبيعة من ترشحهم للبرلمان أو من خلال نقاشها السياسي وأولوياتها السياسية، أكدت أن هذا الهجوم أمر خطير، ويمس بالمسار الديمقراطي، على اعتبار أن البرلمان هو مؤسسة رئيسية في قلب هذا المسار.
وشددت ماء العينين على ضرورة دعم صورة البرلمان لمواجهة محاولات التبخيس والتشويه، باعتبار البرلمان هو النافذة التي ينظر منها الشعب على الحكومة، وعلى الشعب، تقول النائبة البرلمانية السابقة، أن يعي ما يقع وأن يحرص على قوة مؤسسته التشريعية، وعلى الارتقاء بأدائها وتوفير الدعم والمساندة لها.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.