حتى لا ننسى.. هكذا تكلم ابن كيران عن خطته في الدعم المباشر عند إصلاح المقاصة(2)

محمد عصام

نعود في حلقة ثانية، في إطار متابعتنا للنقاش الذي فجرته موجة غلاء الأسعار وعلى رأسها أثمنة المحروقات، وما رافق  ذلك من بوليميك سياسي، يتوسل بقلب الحقائق والقفز على الوقائع وتطويعها من أجل خلق وعي زائف، تغيب عنه المعلومة الدقيقة وتنفلت منه  السياقات المتحكمة، ويكون نتيجة لذلك ضحية لحسابات تزيف الوعي وتعمق الجهل بالوقائع والمعطيات. 
في هذه الحلقة سننشر مقطعا من تدخل الأستاذ عبد الإله ابن كيران ، بمجلس النواب في إطار الجلسة الشهرية، ولكن تحديدا في بداية ولايته الحكومية التي أعقبت إقرار دستور 2011 مباشرة ، حيث أنه في 29 يونيو 2012، حضر ابن كيران لمجلس النواب للجواب عن سؤال يتعلق بما أقرته حكومته من زيادة في أثمنة المحروقات عقب الارتفاع الذي شهدته الأسواق العالمية إذ وصل ثمن البرميل آنذاك عتبة 117 دولار ، لكن الملاحظ الذي لا يجب أن تخطئه العين هو أن أسعار الغازوال مثلا في تلك الفترة لم تتجاوز عتبة 7 دراهم إلا بقليل، على عكس ما يحصل الآن مع هذه الحكومة رغم انخفاض سعر البرميل إلى 110 و106 دولار، فما يزال ثمن اللتر من الغازوال يشارف 15 درهما إلا بقليل. 
الملاحظة الثانية التي سنكتشفها معا في تدخل الأستاذ عبد الإله ابن كيران وهو يفرد إصلاح صندوق المقاصة بمحور خاص، هو إعلانه أن الحكومة بصدد وضع نظام للاستهداف المباشر يكون الهدف منه تحديد الفئات المستحقة للدعم بشكل دقيق من أجل استهدافها مباشرة حين رفع الدعم عن مواد يدعمها صندوق المقاصة وعلى رأسها المحروقات وغاز البوتان، وهذا يعني أن ما انخرط فيه المغرب الآن من إعداد للسجل الاجتماعي يجد بداياته الأولى مع حكومة ابن كيران، وأنها كانت حكومة اجتماعية بامتياز وليس ادعاء وانتحالا كما هو الشأن الآن مع حكومة أخنوش، ثانيا هذا الإعلان يطرح سؤال من وقف منذ ذلك الوقت إلى الآن ضد إخراج نظام الاستهداف المباشر وعمل على عرقلته.. ؟؟ ويتفرع عنه سؤال أكثر أهمية والجواب عنه كاف لفهم ما يجري على وجه الدقة، وهو من له المصلحة في عدم إقرار هذا الدعم ومعه نظام الاستهداف؟ 
عبد الإله ابن كيران بصراحته المعهودة كشف مثلا في خرجته الأخيرة بالمؤتمر الجهوي لطنجة تطوان، على أنه كان ينوي أن يخصص ما بين 500 درهم إلى 1000 درهم للأسر المستهدفة حتى تتمكن من تحمل الفارق الذي سيحدث بعد رفع الدعم على غاز البوتان إذ كان من المحتمل أن يرتفع ثمن القارورة من حجم 12 كيلوغرام من 40 درهما الى 120 درهما، وابن كيران أيضا كشف أثناء البلوكاج الشهير، أن عزيز أخنوش المتوج حديثا آنذاك رئيسا للتجمع الوطني للأحرار، قد اشترط لدخوله الحكومة توقيف سياسة الدعم المباشر وخروج الاستقلال من التحالف. 
هذه المعطيات مهمة لاستجماع الصورة وتركيبها بشكل جيد، من أجل الفهم الصحيح والواعي لما يقع اليوم دون انخداع بالبوليميك والزيف الذي يحاول البعض خداع الناس به . 
وإليكم المقطع كما جاء على لسان ابن كيران: 

“ما هو المخطط الحكومي لإصلاح نظام المقاصة؟وبالطبع، فإن الحكومة عازمة ومصرة  على إصلاح نظام المقاصة وجعله أداة للنهوض بمؤشرات التنمية البشرية وبمحاربة الفقر والهشاشة
. ويهدف هذا الإصلاح  إلى  إقرار نظام متكامل يهدف بالأساس، إلى استهداف الفئات أو القطاعات لموجبة للدعم والتخلي عن الشمولية المعتمدة حاليا.ويقتضي بلوغ هذا الهدف  وضع الآليات اللازمة التي يتم من خلالها تحديد المستحقين للدعم، وذلك من أجل إرساء العدالة والحماية الاجتماعية  للطبقات المحتاجة وتعزيز قدرتها  الشرائية. 
وفي هذا الصدد، تم تكوين لجنة حكومية للانكباب  على وضع نظام للاستهداف المباشر، وهي الآن تشتغل بشكل مكثف لتحديد الآليات الكفيلة بتنزيل هذا الاستهداف في  أقرب الآجال، ومعه بطبيعة الحال، الإصلاح التدريجي لنظام المقاصة.”
مقتطف من مداخلة ابن كيران في الجلسة الشهرية 29 يونيو 2012

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.