الطالب: خلفيات وتوقيت تسويق فيلم “سيدة الجنة” غير بريء.. وهذا ما يجب علينا القيام به

أكد الناقد السينمائي مصطفى الطالب، أن فيلم “سيدة الجنة” الذي تم منع عرضه بالمغرب وبعدد من الدول الإسلامية، كما تم توقيف عرضه في بريطانيا، يطرح الكثير من علامات الاستفهام، ليس أقلها أن يجد الكاتب، وهو شخص معروف بحقده الأعمى تجاه الصحابة، مُخرجا بريطانيا وتوفر له الإمكانات التقنية والمالية والبشرية لإنتاج هذا الفيلم.
وذكر الطالب في حديث لـ pjd.ma، أن الطاقم الفني والتقني غير برئي من خلفيات سلبية حكمت انتاج هذا الفيلم، خاصة وأنه مما لا يخفى عليهم جميعا، مكانة رسول الله صلى الله عليه وسلم في قلوب المسلمين، وكذا صحابته، وأن المجتمعات الإسلامية لن تقبل بالمس بهما.
وعن سبب عرض الفيلم الآن، قال الطالب إن النظر لأوضاع المسلمين في العالم، تبين أنهم يتعرضون لاضطهاد وإبادة كبيرة في الهند والصين وغيرهما، فضلا عن الإساءة القائمة التي اقترفتها الهند في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم، مما يبين أن هناك مسعى لإشغال المسلمين بالانفعال ورد الفعل، دون أن تكون لهم كلمة فاعلة ومؤثرة على الأحداث الجارية، وخاصة على مستوى القضية الفلسطينية، التي تشهد تطورات كبيرة ومتسارعة.
وعن مسألة الحرية في الإنتاج وجدوى المنع، قال المتحدث ذاته، إن النظر في أهمية وجدوى المنع يختلف من باحث ومهتم لآخر، لكن لا أحد يختلف في أن الفن يجب أن تكون حريته المكفولة، مستدركا، هذه الحرية ليست كما يريدها البعض، حرية مطلقة أو غير مقيدة، إنما المبدع هو ما بين الحرية والوعي بمسؤولية الحرية، إذ أنه ينتمي إلى مجمع له عقيدة وأفكار، ولذلك، لا يمكن أن يكون الابداع فوق الدين والقانون.
وذكر الطالب أن احترام أفكار المجتمع من لدن المبدعين هو أمر معمول به في أوروبا نفسها، إذ نرى أن المبدع يحترم مبادئ معينة، قد تكون خلفياتها دينية أو علمانية أو دستورية، والأمر نفسه يجب أن يكون في العالم العربي وفي الإنتاج الذي يستهدف المسلمين، إذ أن الدين خط أحمر بالنسبة للمجتمع الإسلامي، ويجب احترام هذا الأمر من الجميع.
وعن كيفية الرد على هذا النوع من الانتاجات، أوضح الطالب أن النقاش في تاريخ وأفكار المسلمين تتطلب مجابهة الحجة بالحجة، والفكرة بالفكرة، ومن الناحية الفنية مقارعة الفيلم بالفيلم، داعيا القائمين على الشأن السياسي العربي، إلى دعم انتاجات فنية ذات جودة عالية، تهم التاريخ الإسلامي وترد على الشبهات المثارة حوله.
وانتقد الطالب غياب الإرادة السياسية التي تسمح بهذا النوع من الإنتاج، مشددا على أننا بحاجة إلى إرادة ثقافية أيضا، وغيرة حقيقية على دين الله وعلى الأمة الإسلامية، حاضرها ومستقبلها، وبهذا، يردف الناقد السينمائي، ننتقل من رد الفعل إلى الفعل الإيجابي المؤثر، محليا وعالميا.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.