التفراوتي كاتب فرع “المصباح” بفرنسا يقرأ نتائج الانتخابات التشريعية وصعود اليمين المتطرف

بعد النتائج الكبيرة التي حققها اليمين المتطرف في الانتخابات التشريعية الفرنسية، بحصوله على 89 مقعدا مقابل ثمانية نواب في الولاية البرلمانية السابقة متقدما على حزب “فرنسا الأبية” اليساري  الذي حصل على 72 مقعدا، بدأ التوجس والقلق ينتاب الجالية المسلمة  بفرنسا من تداعيات هذا الصعود وارتداداته على واقع ومستقبل تلك الجالية.
وبالرغم من أن القوى السياسية في فرنسا شكلت “السد المنيع” للحيلولة دون وصول مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان إلى قصر الإيليزيه، إلا أن نتائج الانتخابات التشريعية كانت عكس ذلك وحصد حزب لوبين ما يفوق نصف الأصوات. 
سابقة في تاريخ فرنسا الحديثة
وفي قراءته لهذا الاكتساح لليمين المتطرف، وصف محمد التفراوتي كاتب فرع حزب العدالة والتنمية بفرنسا، نتائج الانتخابات الفرنسية بالسابقة من نوعها في تاريخ الانتخابات الفرنسية الحديثة، حيث حصد حزب مارين لوبين “التجمع الوطني” على نتائج لم يكن هو نفسه يحلم بها، بــ 89 مقعدا من أصل 577 المتنافس عليها، مشيرا إلى أنه في انتخابات 2017 لم يتجاوز الحزب 8 مقاعد، وكان أعلى ما حصل عليه هو 32 مقعدا سنة 1986 حينها كان يعمل بمبدأ المحاصصة la “proportionnelle”.
وفي تفسيره لهذه النتائج، عزى التفراوتي، الأمر إلى أربع محددات، الأول ضعف وانهيار الأحزاب التاريخية ممثلة أساسا في الحزب الجمهوري والحزب الاشتراكي، مضيفا أن المحدد أو العامل الثاني يتعلق باستياء الفرنسيين من سياسة الرئيس الحالي ايمانويل ماكرون، حيث أن ما جاء به لم يكن يلقى تجاوبا لدى الفرنسيين.
تغيير في الخطاب وفي الاستراتيجية
أما العامل الثالث، فيتعلق بحسب كاتب فرع حزب العدالة والتنمية بفرنسا حسب تصريح أدلى به لـpjd.ma، بكون حزب لوبين المتطرف غيّر من خطابه ومن استراتيجياته، من أجل تغيير نظرة الفرنسيين للحزب وتلميع صورته، ومن أبرز خُطط الحزب هو تغيير اسم الحزب، من الجبهة الوطنية إلى “التجمع الوطني”، بالإضافة إلى التراجع على مجموعة من المبادئ الأساسية التي كان يطالب بها سابقا من قبيل الخروج من الاتحاد الأوروبي، والتراجع عن العملة الموحدة، ورفض التحالف مع اليميني المتطرف “ايريك زمور” مع الإبقاء على مبادئه المعادية للإسلام والمسلمين والدعوة إلى الحد من استقبال المهاجرين، هذه النقطة يؤكد المتحدث، يشتركون فيها مع غالبية الأحزاب اليمينية وبعض الأحزاب اليسارية.
وبيّن أن ما حدث من أحداث شغب وانفلات أمني على هامش مقابلة اسبانيا وانجلترا وما صاحبه من ضجة إعلامية ودبلوماسية خدم أجندة “مارين لوبين” التي ما فتئت تربط الانفلات الأمني والإرهاب بالمسلمين خاصة والمهاجرين عامة، حيث كانت بالنسبة إليها فرصة ذهبية للفوز لأن الفرنسيين آنذاك ربطوا الانفلات الأمني بالمهاجرين وخاصة بالمسلمين، ما جعل عددا من الفرنسيين يصوتون على حزب اليمين المتطرف.
رابعا يضيف التفراوتي، وقوع تقاطب في الحقل السياسي الفرنسي، بين اليمين المتطرف واليسار المتطرف وحزب ماكرون وأصبحوا أعداء لبعضهم البعض، ورغبة كل من اليمين المتطرف وكتلة اليسار في القضاء على ماكرون. ولعل رغبة جون لوك ميلانشون، زعيم حزب “فرنسا الأبية”، في الحصول على منصب رئاسة الوزراء جعلت ناخبين اليسار يقاطعون التصويت خاصة في الدوائر التي تنافس فيها مرشحو حزب لوبين وحزب ماكرون على عكس ما حصل في الانتخابات الجمهورية حيث صوتوا على حزب ماكرون ليس مساندة له ولكن لقطع الطريق على اليمين المتطرف يقول المتحدث ذاته.
تخوف الجالية المسلمة
وحول تأثير صعود اليمين المتطرف على وضعية الجالية المسلمة بفرنسا، يرى التفراوتي، أن الأمر لن يكون له أي تأثير كبير بالنظر إلى أن القوة المعارضة ستكون هي القوة اليسارية إذا كانوا سيذهبون في اتجاه فريق واحد أي تحالف المعارضة، غير أن الأمر لا يزال فيه نقاش يقول المتحدث.
واستطرد أن حزب “فرنسا الأبية” لزعيمه جون لوك ميلانشون، المعارض قد يحد من هذا التأثير إذا قبل التحالف مع اليمين المتطرف، لأنه يُدافع بشكل علني على المسلمين، ولعل الذين كانوا سببا في صعوده هي الجالية المسلمة على العموم.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.