شويكة تكتب: دلالات احتفال حزب لم يكسب مقعدا في الانتخابات الجزئية

حليمة الشويكة

من مظاهر فساد العملية الانتخابية بالانتخابات الجزئية بمكناس، مثال أورده الاستاذ عبد الإله بنكيران أمس في كلمته بمناسبة الاحتفال مع أعضاء ومناضلي الحزب، وهو انتقال نسبة المشاركة بجماعة الدخيسة من 4 بالمائة في حدود الرابعة مساء إلى 73 بالمائة عند السابعة مساء. وقد كان هذا النموذج سببا في تساؤل الامين العام لحزب العدالة والتنمية عن سر هذا اللغز الانتخابي مطالبا السلطة ووزير الداخلية بشرح ما وقع حتى حدثت هذه الطفرة العددية العجيبة في وقت وجيز. وفي انتظار تفسير وزارة الداخلية، أعلن الاستاذ عبد الاله بنكيران رفض هذه النتائج التي سيطعن فيها الحزب ومؤكدا أن الانتخابات بمكناس يجب أن تعاد.
قد يبدو للمتابع أن الامر لا يتجاوز طعن حزب سياسي في نتائج انتخابات جزئية شابتها خروقات وعيوب. لكن، وأنا أتابع كلمة الاستاذ عبد الإله بنكيران في اجواء احتفالية لحزب بإقليم لم يفز بالمقعد المخصص لانتخابات جزئية، استنتجت أن اللحظة  الاحتفالية تلك والكلمة والاجواء المرافقة لها تتجاوز الحدث الضيق، وهو اجراء انتخابات جزئية، وتمتد إلى ما وراءها وما سبقها وما سيتلوها؛
أولا: لأن سياق هذه الانتخابات الجزئية مختلف عن لحظة 8شتنبر التي غمرها ضباب كثيف اختلطت فيه الاكاذيب بالاوهام، حتى بدأت بعض الاحزاب في نشوة الدعم السلطوي لها توزع الوعود الخيالية يمنة ويسرة.
ثانيا: لأن مهندسي 8 شتنبر حتى ما انقشاع الضباب وانكشاف عورتهم لا يزالون مصرين على لي عنق الصناديق وإخراج النتائج التي تنسجم مع طبختهم في الثامن من شتنبر حتى لو اقتضى الامر السفر في كبسولة الزمن ورفع نسبة التصويت في ساعتين بنسبة 70 بالمائة في جماعة صغيرة، في عملية مفضوحة دون خجل أو حياء؛
ثالثا؛ لأن الحزب المحتفي بمناضليه استطاع أن يحصل على أعلى نسبة تصويت في أكبر جماعتين حضريتين، ولذلك فقد كان الاحتفاء بطابع سياسي لا انتخابي؛
رابعا: الرسائل السياسية المكثفة التي بعثتها تلك اللحظة كثيرة، اكتفي فيها برسالتين هامتين في نظري، الأولى للصف الداخلي للحزب، ويبدو أن عددا كبيرا من المناضلين على امتداد الوطن قد التقطها، وهي أن القوة الداخلية تكمن في المعقول والاستقامة والعمل بنفسية الفريق الواحد وان هذه القوة هي التي يمكن الاعتماد عليها في الانتصار على إرادة التحكم والتغول الانتخابي، أما الرسالة الثانية، ويبدو أنها كانت أوضح وأقوى، هي تلك التي تم التعبير عنها صراحة في الطعن في نتائج الانتخابات، ويبدو لي أنه طعن بأثر رجعي، لأنه وإن كان طعنا في نتاىج انتخابات جزئية، فإنه رفض لنمط جديد من التحكم في خريطة الانتخابات بدأ منذ 8 شتنبر، بل وقبلها من خلال تمرير قانون يفرغ العملية الانتخابية من محتواها تماما،، إنه اذن طعن سياسي في هذا النمط الجديد من التحكم الذي اتخذ صورة أكثر وقاحة وجرأة وخشونة، وعزمٌ على الاستمرار في مواجهته قانونيا وفضحه إعلاميا. 
إنها اذن لحظة إعلان عدم السكوت مستقبلا عن أي خشونة أو تدخل يتلاعب بالمؤسسات المنتخبة للبلاد.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.