بلاغ لجنة العلاقات الدولية للمصباح يخرج ” المتصهينين” من جحورهم !!

 
ما إن توالت ردود فعل حزب العدالة والتنمية المنددة بالعدوان الصهيوني على غزة والرافضة للتطبيع والداعمة للمقاومة الفلسطينية، وكان آخرها صدور بلاغ لجنة العلاقات الدولية لحزب العدالة والتنمية الذي استنكر اللغة التراجعية التي صيغ بها بلاغ وزارة الخارجية حول الاعتداءات الصهيونية على قطاع غزة، حتى خرجت بعض “الكائنات” من جحورها، واستلت السيوف من أغمادها، وبدأت القصة نفسها التي لا يمل القوم في لوكها بمناسبة أو بدونها، ونقصد هنا “عادة حليمة القديمة” في شيطنة حزب العدالة والتنمية واللمز في ولائه. 
حيث خرج علينا موقع من تلك المواقع إياها، والتي دأبت منذ فترة على التغزل “ببني صهيون” تحت مسمى “خاوة خاوة”، وبدعة “الجالية المغربية هناك”، ونشر مادة خبيثة تخلط الأمور عنونها بما يلي:”  البي جي دي مع الجزائر ضد المغرب.. بجوجهم هزو مدافعهم ضد الملك محمد السادس بصفتو رئيس لجنة القدس على أحداث غزة: كيفاش الاخوان المسلمين فالمغرب ولاو كيضربو ف٠موقف الدبلوماسية”.
ونريد هنا أن نهمس لهؤلاء أن أسطوانة “شيطنة العدالة والتنمية” والتشكيك في ولاءه لوطنه، أسطوانة غبية ومشروخة عفا عنها الزمن، ولم تعد تنطلي على المغاربة، وأنها إن كانت ذات مفعول في زمن ما، فإن ذلك الزمن قد ولى بغير رجعة، فالمغاربة يعرفون العدالة والتنمية معرفة جيدة، وبوأوها رئاسة الحكومة لمرتين متتاليتين، في سابقة لم يشهد لها التاريخ السياسي المغربي مثيلا.
كما أن جلالة الملك محمد السادس، الذي يعرف هذا الحزب جيدا، قد عين من هذا الحزب ثلاث مرات رئيسا الحكومة، مرتين مع الأستاذ عبد الاله ابن كيران، ومرة مع الدكتور سعد الدين العثماني، فهل يجوز بعد كل هذا الحديثُ واللمزُ في ولاء الحزب لبلده ولثوابته الجامعة؟ 
كما لا ننسى أن نذكر هؤلاء بموقف الحزب المشرف في 2011 حين تبنى بوطنية ودافع بقوة عن خيار الإصلاح في إطار الاستقرار، وتجاوب بحماس مع خطاب جلالة الملك في 9 مارس 2011، في الوقت الذي اختفت فيه مثل هذه الكائنات ولم يسمع لها ركزا.
إن العودة الى هذه الأسطوانة المشروخة يبين بالملموس، أن بعض الإعلام وبعض النخب، وبالاضافة الى غياب مهنيتها وقصور اجتهادها وولائها لمن يدفع أكثر، فإنها قد “تصهينت” بما فيه الكفاية وربما أكثر من الصهاينة أنفسهم، وأنهم يحسبون كل صيحة عليهم، وأن هواهم وولاءهم “للصهيونية” ولسرديتها قد بلغ المنتهى في الحضيض، وبالتالي كل من يسمي ما يقع الآن في غزة عدوانا وإجراما، هو في عرفهم مشكوك في ولائه للمغرب وثوابته، كأن من ثوابت المغرب أن نصير ” صهاينة بلا خبار هرتزل”.
من جهة أخرى تكشف العودة إلى تلك العادة القديمة البليدة عن نزوعات سلطوية لا يمكن إخفاؤها، فهؤلاء يأكلون  بفمهم “ثوم” السلطوية بطواعية وإرادة، فالذي يزعجه أن يتملك حزب وطني قراره في استقلالية تامة وبتجرد كامل بما ينسجم مع منطلقات البلد في التعامل مع قضية فلسطين باعتبارها قضية أساسية وجوهرية، لا تقبل الحلول الوسطى أو المنزلة بين المنزلتين، هو في الحقيقة ينتصر للسلطوية من حيث يدري أو لا يدري، هذه السلطوية التي لا يرضيها أن تستقل الأحزاب بقرارتها ومواقفها، وأن تكون تابعة وذليلة لما تقرره مراكز النفوذ داخل السلطة والإدارة. 
إن بلاغ وزارة الخارجية بخصوص جرائم الحرب التي ترتكبها دولة الاحتلال الصهيوني، كان بلاغا تراجعيا، ولا يمكن لمن يملك في قلبه ذرة من “تمغريبت” الحقيقية إلا أن يحس بالخيبة ويتبنى هذا الدفع، فهو بيان يخذل مواقف المغرب الرسمي والشعبي كما هي معهودة في الاصطفاف مع الشعب الفلسطيني وفي إدانة العدوان بالوضوح التام و اللازم، وغير هذا فهو خدمة مجانية لأجندة الاحتلال، ونكوص في الإنسانية وما تقتضيه من الاصطفاف مع القضايا العادلة وأهلها، ولا يمكن تفسير أي انزياح عن هذه الثوابت إلا بكون أصحابه من المؤلفة جيوبهم من طرف الآلة الدعائية الصهيونية بكل وضوح.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.