حول “تازة قبل غزة” و”الراس لي ما كيدور كدية”!!!

يبدو أن شهية البعض قد فتحت للغاية للمز في حزب العدالة والتنمية وشيطنته، فقد كتب أحدهم مقالة بعنوان “ابن كيران وغزة” نشرها موقع هسبريس، واجتهد الكاتب في إظهار التناقض، وبيان “أن الرأس لي ما كيدور كدية”، في مواقف العدالة والتنمية من قضية فلسطين بين موقعي الحكومة والمعارضة، محاولا الاستدلال من خلال ذلك أن الأمر لا يتعلق بمواقف مبدئية بل “بتجارة رابحة” و”بقرة حلوب ” يتم حلبها حسب الظروف والشروط والمواقع. 
والواقعة الأساسية التي بنى عليها صاحب المقال خلاصاته الخاطئة بلغة حاول أن يضفي عليها طابع البحث والتقصي، هي الحرب الإسرائيلية الثانية على غزة عام 2012، وحينها كان ابن كيران رئيسا للحكومة، وسعد الدين العثماني وزيرا للخارجية والتعاون وقال في مقالته بالحرف: 
“بضع سنوات فقط مرت على تلك “الهَبة الإخوانية المغربية”، وتحديدا في الحرب الثانية التي شنتها إسرائيل على غزة في عام 2012، وحينها كان بنكيران رئيسا للحكومة والعثماني وزيرا للخارجية، ابتلع “الإسلاميون” ألسنتهم بلعا، ولم يصدر عن وزارة الخارجية سوى بلاغ خجول ومحتشم تضمن تعبيرا عن “القلق”.
وأضاف “القلق نفسه عبر عنه بلاغ ناصر بوريطة، وزير الخارجية الحالي، في حكومة عزيز أخنوش، عقب العدوان الجديد على غزة.. فما الذي تغير؟ ولماذا انتفض “إخوان بنكيران” إذن الآن واكتفوا بالقلق عندما كانوا في الحكومة؟”.
والوقائع والتاريخ لا يسعفان صاحبنا الذي يبدو، مع تغليب حسن الظن، أنه لم يطلع على بلاغ الخارجية في 15 نونبر 2012 والذي كان قويا في أسلوبه، واضحا في الإدانة الشديدة للمعتدي، ومطالبا بالوقف الفوري للعدوان والقصف على غزة ومما جاء فيه بالحرف وهو ما غفله او تغافله صاحب المقال: “إن المملكة المغربية تعبر عن قلقها البالغ وإدانتها الشديدة للاعتداءات الجوية التي تنفذها الطائرات الإسرائيلية، على مواقع مختلفة من قطاع غزة… وأن المغرب الذي يرأس عاهله الملك محمد السادس لجنة القدس، يعتبر أن هذا “التصعيد الخطير غير مقبول”، مضيفا أن “من شأن الاستمرار في الهجمات أن يؤدي إلى نتائج وخيمة على أمن واستقرار المنطقة.. وأن المغرب يطالب بوقف هذه الغارات فورا، داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل مسئولياته لحماية أرواح وممتلكات سكان القطاع”.
إن عدم النزول عن هذا الحد من الإدانة الواضحة، وعدم المساواة الضحية بالجلاد، هو المطلب الذي ألح عليه بلاغ لجنة العلاقات الدولية للحزب وهو يرد على بيان وزارة الخارجية الذي كان دون ذلك السقف بكثير.
فلماذا كل هذا التهويل والنواح يا ترى؟ 
ألهذا الحضيض سقط هؤلاء لحد الكذب على المغاربة واختلاق بلاغات وهمية وتغييب البلاغات والمواقف الحقيقية، همهم الوحيد مواجهة حزب مارس حقه الدستوري في انتقاد بلاغ وزارة الخارجية وواجبه في الدفاع على المواقف الثابتة والراسخة الرسمية والشعبية لبلادنا في نصرة القضية الفلسطينية؟
لذا نهمس في من استولى على وجدانهم “هوى وغواية بني صهيون”: “أن إذا ابتليتم فاستتروا” والله غالب على أمره.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.