إنهم يكتبون من محبرة واحدة!!!

” دعونا من كل هذا ولنهتم بالأهم فعلا، ولنطرح السؤال: هل هناك حاجة للتعديل الحكومي الآن وهنا؟ 
سنجيب فورا ودون تردد: نعم. 
هاته الحكومة القادمة بعد “عشر العدالة والتنمية العجاف” أتت وهي تحمل على كاهلها سقف توقعات أعلى بكثير من كل الذي تحقق حتى الآن، لذلك وجب التدارك السريع”.
هكذا علقت افتتاحية “الأحداث المغربية” لعددها اليوم الإثنين 15 غشت، عن ما يروج حول التعديل الحكومي، والمعطيات التي نشرتها جون أفريك في عددها الأخير. 
جريدة الصباح في عددها لنفس اليوم كتبت في افتتاحيتها  المعنونة ب “حتمية التعديل” ما يلي: 
“وحين طرحنا ضرورة التعديل الحكومي وما زلنا، فليست رغبة منا في إبعاد أشخاص بعينهم، أو تلميع صورة آخرين، وتهييئ فريق ثالث لتقلد مناصب وزارية، عكس ذلك تماما، كان مطلبنا نابعا من نبض الشعب والمواطنين، الذين وضعوا ثقتهم في تجربة جديدة جاءت بعد عشر سنوات عجاف، ويتابعون أداء أعضاء الفريق الحكومي في أدق التفاصيل، وكونوا فكرة عن الصالح والطالح منهم” 
إن من يكتفي بقراءة هذين المقطعين وحدهما أو بقراءة الافتتاحيتين كاملتين، سيقتنع بلا جهد يذكر  بأنهما كتبتا من محبرة واحدة، وأن توقيت خروجهما في يوم واحد مقصود وفيه “مآرب أخرى”. 
وعندما نقول المحبرة الواحدة، فإنها في عرف أهل الإعلام لا تعني توارد الأفكار، فالصدفة في هذا المجال من المحال، لكن تعني أن “المورد” بمعانيه الواسعة واحد، ومن يمسك بالزمام جهة واحدة، ومن يعطي الإشارة للضغط على الزناد واحد. 
الافتتاحيتان تهيئان المزاج العام لتقبل التعديل، وتعترفان على “استحياء” على أن هناك نقصا يجب تداركه، أو “طالحا مع صالح” في التشكيل الحكومي يقتضي تدخلا وتعديلا، وتعجزان معا عن تسمية الأمور بمسمياتها، من كون شعارات الحملة “تستاهل احسن ” و”حكومة الكفاءات” قد تهاوت، وأن الأقنعة سقطت تحت لفيح “شمس التدبير الحارقة”. 
الافتتاحيتان تصران على وصف عشرية العدالة والتنمية ب “العجفاء” ، في تنكر تام أو تجاهل لما جاء في الخطاب الملكي بمناسبة افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان، من تنويه بنتائج الاقتصاد الوطني رغم أزمة كورونا، وهي نفس الخلاصات التي أوردها والي بنك المغرب في التقرير الذي رفعه إلى جلالته قبل أيام، وهو ما ينسجم أيضا مع تقارير المؤسسات الدولية ذات الاختصاص. 
الافتتاحيتان تصران على المكابرة واستغفال الناس واحتقار ذكائهم، فإذا كانت عشرية العدالة والتنمية بهذا السوء الذي استحقت به أن تكون “سنوات عجاف” حسب التعبير الموحد للافتتاحيتين، فإن حزب التجمع الوطني للأحرار كان مشاركا أساسيا في تلك التجربة، بل إنه قاد قطاعات استراتيجية كالاقتصاد والمالية، والصناعة والتجارة الخارجية والاقتصاد الرقمي، بالإضافة إلى الفلاحة والصيد البحري الذي عمَّر  فيها أخنوش منذ حكومة عباس الفاسي مرورا بكل الحكومات التي أعقبته. 
فعندما نقول إن من يمسك “الزمام” واحد، فلأن شبهة التستر على شريك معروف باسمه وصفته  في حكومة العدالة والتنمية واضحة، واستثناؤه بهذا الشكل المشبوه يثير أكثر من سؤال، على العموم فإننا نهمس في أذن من يهمه الأمر بالمثل المغربي “لي كيشطح ما كيخبي ليحيتو” !!!!

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.