تهديد حكومة أخنوش لهوية المغاربة.. أحداث معزولة أم سياسة ممنهجة؟

 

منذ وصول عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار إلى رئاسة الحكومة المغربية، والأحداث التي تستهدف الهوية المغربية تتزايد بشكل متواصل ومطرد، وعبر مختلف القطاعات الحكومية.
وفي الوقت الذي تجد فيه هذه الأحداث استهجانا ورفضا وانتقادا من لدن فئات واسعة من الشعب المغربي، تركن الحكومة إلى ركن شديد من الصمت إزاء ردة فعل المواطنين، بل وتواصل القيام بممارسات جديدة أو تغض الطرف عن انحرافات معينة، تستهدف هوية المغرب وثقافة المجتمع.
ومن آخر هذه الأحداث، تصريح مغني راب خلال ندوة صحفية عقدها بمناسبة مشاركته في مهرجان “الرباط عاصمة الثقافة الإفريقية”، بأنه يتعاطى الحشيش، معتبرا أن الأمر يخصه وحده، كما استخدم فوق المسرح قاموسا من الكلام النابي والساقط، بما يسيء إلى الثقافة المغربية ويشجع الشباب واليافعين على التشبه به.
وفي المهرجان نفسه، قام أحد المطربين بالقيام بحركة جنسية وتلفظ بكلام فاحش خلال أدائه لأغنية برفقة الشاب خالد، وسط تنديد من عدد من الحاضرين للسهرة.
وقبل هذين الحدثين، صرح وزير التعليم العالي بأن فن الشيخات يُفتخر به، وأنه جزء أصيل من التراث والثقافة المغربية، داعيا، بمعنى من المعاني، إلى تعليمه للتلاميذ وتعريفهم به. الأمر الذي لقي استهجان عدد من المراقبين والتربويين، خاصة وأن الثقافة المغربية فيها من الغنى والتنوع والعمق والأبعاد الإنسانية القادرة على صناعة التغيير الإيجابي محليا وإقليميا وإنسانيا، ما يجعل قول الوزير وكمن يجهل عمق هذه الثقافة أو أن له مآرب أخرى لا يعلمها إلا أولي الألباب.
كما قامت بعض المؤسسات التعليمية الخاصة، بإقرار مقرر خاص بالتلاميذ، يحوي صورا ومضامين تتحدث عن المثلية الجنسية والميول الجنسي المثلي كأمر طبيعي واختيار شخصي، الأمر الذي دفع الوزارة لإخراج بلاغ وُصف بالمبهم، وتحدث فيه عن معايير وضوابط اعتماد المقررات، دون أن يشفي الغليل أو يوقف سيل التساؤلات المطروحة.
وفي مستهل غشت الماضي، انتشرت في الأسواق المغربية عدد من الأدوات المدرسية تحمل الألوان المثلية، بل تم نشر إشهار لها عبر لوحات إعلانية في شوارع بعض المدن الكبرى، دون أي تدخل من الوزارة الوصية على القطاع، أو أي جهة أخرى.
وكانت ذروة استهداف هذه الحكومة للهوية المغربية، حين أذنت وزارة الثقافة والاتصال بعرض فيلم من انتاج ديزني داعم للمثلية الجنسية شهر يونيو الماضي، في وقت وقعت أكثر من 400 شخصية مغربية على نداء لمنع عرض هذا الفيلم الذي منعت كل الدول العربية عرضه.
ولأن عقدة الحكومة مع الشيخات ربما متأصلة، فقد شكل مسلسل رمضاني عرض هذه السنة حول شخصية “شيخة”، محطة جذب ونقاش عمومي، لاسيما وأن عرضه في ساعة الذروة، وعلى شاشة عمومية، وفي شهر كريم، وبتمويل عمومي، كان بالمبرر نفسه الذي ساقه وزير التعليم العالي، من أن “الشيخات” جزء من الثقافة المغربية الأصلية، وكأن مبدعي التلفزة والدراما والكوميديا، جفت أقلامهم وقريحتهم الفنية عن الإتيان بجديد، أو طرح موضوع يعكس فعلا غنى الثقافة المغربية كما نعرفها جميعا، لا كما تريد حكومة شتنبر الترويج لها.
أليس من حقنا القول إن هذه الحكومة مستمرة في إهانة هذه الثقافة وتجريفها من معانيها الحقيقية وقيمها النبيلة وقدرتها المؤثرة في الإنسان، وعليه، يبقى السؤال مطروحا، لأي غاية تفعل ذلك؟ وكيف يمكن مواجهته والحد من آثاره التي ستكون مدمرة ولا شك على أبنائنا ومستقبل بلدنا، هذا البلد العريق والكبير الذي يستحق حكومة تليق به، تشبهه وتحمل همه وتحفظ ثرواته، المادية منها والرمزية؟

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.