غربي يكتب: في الحاجة إلى الرشد داخل مجلس النواب

13.04.23
يوسف غربي*
 يبدو أن الحاجة – في البرلمان- إلى تمثُّل القانون الداخلي والامتثال له صارت أساسية.. فلا يمكن أن يكون طلب نقطة نظام مطية لعرض إحاطة.. نقطة نظام محدد مجالها فهو يتصل بمسألة مسطرية أو أمر ذي ارتباط بجدول الأعمال أما ما حصل في جلسة الاثنين 22 أبريل 2013 فهو شارد عن القانون الداخلي الذي تمت المصادقة عليه إذ أن النقطة التي عرضها النائب (رئيس فريق الأصالة والمعاصرة) تتجه إلى انتقاد الحكومة بدل أن تنصب على أمر مسطري..

والغريب حقا إصرار رئيس الفريق على الحديث في تحد لرئاسة الجلسة الآمرة بالتوقف..مما اضطر الرئيسة إلى رفع الجلسة خاصة بعد رفض النائب أن ترد الحكومة في شخص الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان.. أي أن الأمر لم يقف عند مخالفة المنصوص عليه في القانون الداخلي بخصوص (نقطة نظام) بل بلغ درجة مصادرة الحق في الرد على التدخل الشارد…
أما النازلة الثانية، فهي إيقاف النائبة البرلمانية حسناء أبو زيد بالاحتجاج والصراخ تدخل رئيس فريق العدالة والتنمية الذي ود في كلمته أن الإجماع الوطني في القضية الوطنية الأولى صمام أمان في الدفاع عنها وأن الأصوات النشاز… وفور سماعها للكلمة اعتبرت نفسها مقصودة بالكلام أي أن تأويلها اتجه عاجلا إلى اعتبار النشاز صفة لمداخلتها وهذا تأويل فاسد ولا مستند له لأنه لم يذكرها لا تصريحا ولا تلميحا ولم تترك له بمعية الفريق الذي تنتمي إليه الذي ساندها جملة وتفصيلا فرصة التوضيح مع أنه أشار مرتين إلى أنه لا يستطيع أي كان أن يشكك في وطنية الإتحاد الإشتراكي ومع ذلك ظلت تصر على المطالبة بسحب وصف تصر على أنه يعنيها.

وأثبت تدخل النائبة البرلمانية الاستقلالية كنزة الغالي في تعقيبها على السؤال ذاته المتعلق بقضيتنا الوطنية، أن هناك بالفعل أصوات نشاز لأفراد يتنفسون هواء الوطن وينعمون بخيراته لكنهم يكفرونه…
فصار ثابتا أن الأصوات النشاز لها وجود فعلي وليس التهيئات، ومن ثم فإن احتجاج النائبة حسناء أبو زيد يدل على اتهام لذاتها دون ورود ما يشير لها وهو أمر يدعو للاستغراب، وإلا فإن قراءة الشريط كافية للحسم في الحقيقة. لقد آليت على نفسي أن أقرأ الشريط بتأن وخلصت إلى أن انزعاج النائبة المحترمة كان شرودا حقيقيا ودفعا لتهمة لم تطلها.
أعتقد أن الفعل البرلماني في حاجة إلى رشد وإلى التسلح بالحجة لأن القاعدة الأثيرة تقول”إن كنت ناقلا فالصحة أو مدعيا فالدليل”، فهل سنعمل في ظل مجلس يُسيِّجُه نظام داخلي وإصغاء واعٍ للآخر أم أن الأمر سيترك للتخيلات والتأويلات التائهة ؟؟ وفي الختام أدعو الجميع إلى إعادة مشاهدة شريط جلسة مجلس النواب ليوم22 أبريل وقراءته بالتأويل كل حسب ما يروق له دون نسيان أن للتأويل حدوده على حد تعبير أمبيرتو إيكو.
*فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.